-A +A
عبدالرحمن العكيمي
هل فقدت الأندية الأدبية قدرتها على التأثير في الجماهير وهل خفت صوت الأدباء؟ وهل تراجع دور الآداب بوجه عام كفنون لها تأثيرها .. لاسيما ونحن نعيش مرحلة طغيان الصورة وتراجع ثقافة النص؛ هل نجح المتغير الثقافي الذي نمر به منذ فترة بدوره في نقل (الخطاب الأدبي إلى خطاب الصورة)؟ وهل أصبح له دوره في تراجع وتأثير الآداب وهي التي كانت تؤثر وتقود الجماهير.. يقول الدكتور عبدالله الغذامي: (لن يعود الفلاسفة أو الأدباء والعلماء هم قادة الثقافة الجماهيرية ولسوف تتخلق قوى قيادية أخرى غير هؤلاء)، إن هذه القوى الأخرى تعتمد على الصورة وجاذبيتها وهي التي أثرت على الخطاب التقليدي للثقافة. وفي ظل هذا المتغير تواجه الأندية الأدبية إشكاليات متعددة وتتعرض لنقد متواصل سواء من النخب بكافة تخصصاتها أو من الأدباء أنفسهم وحتى من أولئك الذين لا تربطهم أية صلة بالمشهد الثقافي وعلى الأندية الأدبية الاعتراف بتراجع قدرتها على التأثير، وعلى الأدباء البحث عن مواكبة المرحلة ومسايرة هذا المتغير الذي يهمش حضور النص ويعلي كثيرا من شأن الصورة ويهرول خلفها.. لتجد أنديتنا الأدبية نفسها وقد أصبحت نخبوية رغما عنها منفصلة عن الجماهير تسير بتقليديتها السابقة محكومة بلائحة خاصة لا تحيد عنها وهي التي ظلت صارمة في ظل متغير ثقافي مهول.. فغاب الحضور الجماهيري والتفاعل مع مناشطها باستثناء النخب على نطاق محدود، وقد تنجح بعض الأندية في تحقيق نسبة حضور يظل نخبويا وليس جماهيريا. وفي زمن ثقافة الصورة وفقدان قدرة الأندية الأدبية على التأثير في الجماهير أجدني متفقا مع الأصوات التي كانت تطالب بتحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية لتكون أكثر شمولية وتخرج قليلا عن سلطة النخب وعن سلطة الأكاديمية باتجاه واسع يستوعب كافة الأطياف والفنون والآداب الأخرى بكافة فروعها حيث تمتلك بعض هذه الفروع القدرة على التأثير من جهة وعلى الجاذبية من جهة أخرى وحين تتحول تلك الأندية إلى مراكز ثقافية شاملة فستندمج معها جمعيات الثقافة والفنون التي تعاني اليوم هي الأخرى من معوقات ونقص في إعاناتها المالية السنوية التي تحد من حضورها وفاعليتها ويقف المسرح بداخل تلك الجمعيات وهو (أبو الفنون) في حالة تهميش يبحث عن دعم ورعاية واهتمام.. إن الأندية الأدبية لن تصل إلى الجماهير ما لم تتحول إلى مراكز متعددة الفروع في الفن والأدب والمسرح والفن التشكيلي والتصوير الضوئي والطاقات المبدعة الناشئة والناشطة في التدوين وفي مواقع التواصل الاجتماعي والأدب الرقمي وما إلى ذلك..
فهل تحقق وزارة الثقافة والإعلام فكرة المراكز الثقافية وتحولها إلى واقع ملموس؟.

aokeme@okaz.com.sa